التاريخ: 26/02/2024
السيد الرئيس،
حضرات السيدات والسادة أعضاء المحكمة،
يشرفني أن أخاطبكم اليوم باسم منظمة التعاون الإسلامي لأعرب لكم، بداية، عن كامل ثقتنا في هيئتكم الموقرة هذه لكي تنير الجمعية العامة للأمم المتحدة في مهمتها من خلال إصدار رأي استشاري بشأن القضية المعروضة على أنظاركم.
تضم منظمة التعاون الإسلامي سبعة وخمسين دولة عضوًا، وهي الصوت الجامع للعالم الإسلامي. وقد أُنشئت هذه المنظمة الحكومية الدولية في أعقاب حادث حريق المسجد الأقصى الإجرامي في القدس عام 1969. وتشمل الأهداف المكرسة في ميثاق المنظمة، في جملة أمور، دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.
إن منظمة التعاون الإسلامي تولي أهمية كبيرة للنضال العادل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني وتشعر بقلق عميق إزاء العدوان المستمر الذي تشنه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد هذا الشعب في غزة، وإزاء المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها العمليات الإسرائيلية. وفي هذا الصدد، عقدت منظمتنا، يوم 11 نوفمبر 2023 في مدينة الرياض، قمة غير عادية خُصصت حصرًا لبحث هذه القضية. وهنا أود أن أحيطكم علمًا بالمواقف التي اتخذتها المنظمة التي أمثّلها هنا أمامكم.
لقد حذّرْنا من خطورة تداعيات الحرب التي يشنها المحتل الإسرائيلي على قطاع غزة. واليوم ندين مجددًا هذا العدوان المستمر منذ ما يقرب من خمسة أشهر، وهو عدوان تسبب في سقوط آلاف الضحايا، ويشكل فرصة لارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق وينطوي كذلك على خطر ارتكاب إبادة جماعية، كما أقررتم بذلك في الأمر الصادر عن هيئتكم الموقرة في 26 يناير 2024.
وبنفس القوة، ندين الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ويرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية وفي مدينة القدس الشريف. كما ندين رفض إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وضع حد لاحتلالها غير القانوني للأرض الفلسطينية ولانتهاكاتها المتكررة لقواعد القانون الدولي في ظل استمرار هذا الاحتلال. ونعرب في الوقت ذاته عن الأسف لعجز مجلس الأمن عن تطبيق القانون الدولي لوقف دوامة العنف وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، ذكّرنا بأن السلام العادل والدائم والشامل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة والحد من دورات العنف والحرب. وفي السياق ذاته، طالبنا كافة الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال، علمًا أن الجيش والمستوطنين يستخدمونها ضد الشعب الفلسطيني.
وقد حرصنا بهذه المناسبة على التنديد بـ "… كافة أشكال الكراهية والتمييز وكافة الطروحات التي تكرس ثقافة الكراهية والتطرف". وشددنا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا وعلى وجه الاستعجال لوقف المجازر ووقف استهداف المدنيين الفلسطينيين، مؤكدين بذلك موقفنا القائل بأنه لا فرق بين حياة وأخرى، ولا يجب أن يكون هناك تمييز على أساس الجنسية أو العرق أو الدّين. هذه هي الشروط التي بدونها لا يمكن تحقيق السلام الدائم.
إننا ننتظر من هيئتكم الموقرة أن تدين الاستيطان المتسارع للقدس الشرقية، وكذلك الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
ونأمل أن يكون الرأي الاستشاري الذي ستصدره هيئتكم الموقرة فرصة للتذكير بأن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، يقع على عاتقها واجب حتمي هو وقف احتلالها للأرض الفلسطينية، وهو احتلال طال أمده وآن الأوان لوضع حد نهائي له وإصلاح جميع الآثار التي ترتبت عليه.
سيدي الرئيس،
أرجو الآن أن تتكرموا بإعطاء الكلمة لمستشارتنا، السيدة شيميلييه جوندرو، لتحدثكم عن الجوانب القانونية التي تعتقد منظمة التعاون الإسلامي أنها يمكن أن تقدم لأعضاء هذه الهيئة الموقرة المزيد من التوضيحات بشأن القضية التي نحن بصددها.
شكرًا لكم.