منظمة التعاون الإسلامي
الصوت الجامع للعالم الإسلامي

كلمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز شرم الشيخ – جمهورية مصر العربية (15 – 16 يوليو 2009م)

التاريخ: 18/07/2009

أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، أصحاب السمو، حضرات السيدات والسادة الموقرين، لي كبير الشرف أن أخاطب اليوم القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز في جمهورية مصر العربية التي تعتبر من الدول المؤسسة للحركة ومساهماً نشطا وبارزا في رسم السياسات والمبادرات التي تقوم بها حركة عدم الانحياز وترسيخ السلام العالمي والدفاع عن المصالح العليا للبلدان النامية. كما يطيب لي، أن أتوجه بالشكر والتقدير لما قامت به من ترتيبات متميزة لتنظيم هذا المؤتمر ولما حظي به أعضاء الوفود كافة من حرارة الاستقبال وكرم الضيافة. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، أصحاب السمو، حضرات السيدات والسادة، إن حضور منظمة المؤتمر الإسلامي أعمال اجتماع قمة للحركة على هذا القدر من الأهمية في شرم الشيخ سوف يثرى جهازها الذي يمثل 57 دولة إسلامية منها إحدى وخمسون دولة (51) من مجموع الدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، أعضاء نشطون في هذه الحركة. وهذه الحقيقة، في حد ذاتها، تعكس مدى متانة الروابط القائمة بين حركة عدم الانحياز وبين منظمة المؤتمر الإسلامي. فمنذ بداية إنشائهما، خلال حقبة الحرب الباردة، وهما يسعيان إلى تحقيق أهداف ومقاصد مشتركة تتمثل في إنهاء الاستعمار والاستعمار الجديد والعنصرية والاحتلال الأجنبي والاستغلال. كما أن سعيها الحثيث في الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال كان هدفا قيما نجح في تحرير عدد كبير من البلدان من نير الهيمنة الأجنبية. وبالرغم من افول حقبة الحرب البادرة ما زال دور حركة عدم الانحياز وجهودها الجماعية لازمة وضرورية. وما زالت وظيفتها، في عصر العولمة، جوهرية حيث تشكل صوتا بديلا في مواجهة المنابر التي تهيمن عليها الاقتصادات الكبرى. ولا تزال كذلك تشكل عاملا أساسيا للحوار بين البلدان النامية والمتقدمة لتكريس فهم أفضل للانشغالات التي تساور بلدان الجنوب وتطلعاتها. كما أن اجتماع حركة عدم الانحياز، بهذا الحضور الكثيف لأكثر من نصف بلدان العالم، إنما يبرز أيضا الطابع الإلهامي ومدى قوة هذه الحركة ويبرهن على استمرار وأهمية مرئياتها ومواقفها. كما أنه لا يمكننا أن ننكر الإنجازات المحمودة التي أحرزتها الحركة بخصوص قضايا دولية كبرى وكان لها أبلغ الأثر في مناصرة حقوق البلدان النامية ومصالحها وخاصة فيما يتعلق بفتح ملف إصلاح الأمم المتحدة ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ تدابير بشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل بال البلدان النامية مثل المديونية الخارجية، ومكافحة الفقر، والتجارة والهيمنة إضافة إلى العديد من القضايا المالية والنقدية. ولقد أضحت التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها بلداننا اليوم كبيرة. على رأسها قضايا من قبيل العولمة والتغيرات المناخية وتدهور البيئة والحصول على المياه النظيفة ونقص الطاقة والأوبئة والنزاعات الإقليمية ونقص إمدادات الغذاء، إضافة إلى القضايا المرتبطة بتعزيز حقوق الإنسان والحكم الرشيد ومكافحة الإرهاب الدولي ودمقرطة المؤسسات المالية الدولية، وبالتالي يعتبر دور حركة عدم الانحياز في معالجة هذه المواضيع حاسما وأساسيا. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، أصحاب السمو، حضرات السيدات والسادة، في الوقت الذي نأمل في عالم جديد تسودهُ العدالة والحرية والانصاف نواجه داخل العالم الإسلامي للأسف مشاكل عويصة طال أمدها. ففي الشرق الأوسط مازال احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة المستوطنات وعمليات الفصل العنصري على أشده، حيث تقترف إسرائيل، دون أي ردع أو عقاب، جرائم حرب أقر بها المجتمع الدولي. ونأمل في أن يكون احتلال العراق في مراحله الأخيرة مع ما خلفه من دمار هائل ومن معاناة رهيبة وسقوط مئات الآلاف من القتلى. وتتعرض أفغانستان لهجمات مكثفة تودي بحياة أعداد هائلة من المدنيين الأبرياء. وما زال الصومال يئن تحت وطأة حرب أهلية طال أمدها. وتظل قضية جامو وكشمير مهملة، في الوقت الذي يحرم فيه أبناء الشعب الكشميري من حقهم في تقرير المصير. كما لا تزال قضية ناغورنو كاراباخ وأوضاع الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عالقة تنتظر الحل، حيث تسهم المنظمة من خلال الاتصالات مع الحكومات المعنية للتوصل إلى حلول مرضية لمشاكل هذه الأقليات المسلمة التي تشكل ثلث عدد المسلمين في العالم والتي تعاني من مشكلات متشابهة وتصبو إلى تحقيق المساواة وممارسة حقوقها المشروعة. إن خطر الإرهاب والمحاولات غير المبررة لربط هذه الآفة بالإسلام، وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومحاولات تشويه صورة الإسلام ونبيه الكريم، كلها تمثل تحديا خطيرا أمام العالم الإسلامي. أما بخصوص مسألة الملف النووي الإيراني، أود التأكيد مجددا على دعم منظمة المؤتمر الإسلامي للحقوق الأصيلة لإيران ولجميع الدول في تطوير الطاقة النووية من أجل الاستخدامات السلمية وفقاً لمعاهدة منع الانتشار النووي، وبالتالي فنحن نؤمن بضرورة حل المسألة النووية الإيرانية عبر الحوار والطرق السلمية. وتتطلب مواجهة هذه التحديات نهجا منظما وشاملا ومتكاملا على كافة المستويات من خلال التعاون الدولي الصادق والقضاء على المعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي، واحترام سيادة كافة الدول. ونحن نؤمن بأنه لا يمكن التعاطي مع هذه التحديات إلا من خلال التعاون الدولي. ويحدونا الأمل في أن يتبنى هذا المؤتمر توصيات محددة من شأنها تمكين حركة عدم الانحياز من الاستجابة للهموم المشروعة التي تساور أعضائها في الوقت المناسب وبشكل ينم عن التلاحم والتماسك. ومن ناحية أخرى، أولت منظمة المؤتمر الإسلامي أهمية قصوى لقضايا حقوق الإنسان، وكرامته والحكم الرشيد. وفي هذا السياق، توشك منظمة المؤتمر الإسلامي على الانتهاء من تشكيل لجنة دائمة ومستقلة لحقوق الإنسان. ومن خلال رؤيتها ومهامها الجديدة التي ينظمها برنامج العمل العشري الذي تبنته القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مكة المكرمة في مارس/آذار من عام 2005م، ومن خلال ميثاقها الجديد الذي تبنته القمة الحادية عشرة في دكار في مارس 2008م. وستواصل منظمة المؤتمر الإسلامي تكريس قدراتها من أجل الأهداف التي تسعى إليها. كما إننا نبذل جهوداً مكثفة تهدف إلى ترسيخ مفهوم الوسطية والمعاصرة في العالم الإسلامي، وكذا الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الأخرى كوسيلة لدعم التعايش السلمي وترسيخ قواعد السلام والأمن الدوليين.

بيانات أخرى

No press releases assigned to this case yet.

مؤتمر بالفيديو لبحث آثار جائحة كورونا على جامعات منظمة التعاون الإسلامي


صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يسلم الدفعة الأولى من الدول الأعضاء الأقل نموا منحة مالية عاجلة لمواجهة تداعيات كورونا


العثيمين: وكالات الأنباء في دول "التعاون الإسلامي" تدحض الأخبار الزائفة في جائحة كورونا


مواصلة لجهود المنظمة في مواجهة جائحة كورونا المستجد صندوق التضامن الإسلامي يشرع في إجراءات تقديم منحة مالية عاجلة للدول الأعضاء الأقل نموا


البيان الختامي للاجتماع الطارئ الافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي المعقود على مستوى وزراء الخارجية حول الآثار المترتبة عن جائحة مرض كورونا المستجد (كوفيد-19) والاستجابة المشتركة لها


وزراء خارجية اللجنة التنفيذية: تعزيز الإجراءات الوطنية لدول "التعاون الإسلامي" للتخفيف من وطأة تداعيات وباء كورونا المستجد


مجمع الفقه التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يصدر توصيات ندوة "فيروس كورونا المستجد وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية"


منظمة التعاون الإسلامي ترفض استهداف المسلمين من طرف بعض الأوساط في الهند في ظل ازمة جائحة كورونا


العثيمين يدعو إلى اللجوء لأحكام فقه النوازل وحفظ النفس في محاربة وباء كورونا المستجد


العثيمين يخاطب ندوة مجمع الفقه الإسلامي الدولي حول الأحكام المتعلقة بانتشار جائحة كورونا


البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة بشأن جائحة كورونا


العثيمين يدعو الاجتماع الافتراضي بشأن كورونا المستجد للعمل الجماعي في مواجهة الجائحة


كتاب اليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي

المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان