التاريخ: 08/06/2009
جدة – المملكة العربية السعودية 15 جماد الثاني 1430هـ (8 يونيو 2009م) بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للإرصاد وحماية البيئة سعادة السفير/ محمد أحمد الطيب مدير فرع وزارة خارجية المملكة العربية السعودية بمنطقة مكة المكرمة سعادة/المهندس عادل محمد عبد الله فقيه، أمين محافظة جدّة أصحاب السعادة القناصل العامين، أيها الحضور الكرام، يطيب لي أن أرحب بكم جميعاً ونحن نلتقي هنا للاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2009، بالاشتراك مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيزالرئيس العام للإرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية. وشعارنا في هذا اليوم هو: "كوكب الأرض محتاج لكم، فاتحدوا لمكافحة تغير المناخ". وإذ نحتفل الآن بهذا اليوم، فإنما نريد أن نلفت الانتباه إلى أن كوكب الأرض الذي نسكنه، والذي هو كوكبنا الوحيد، يتعرض حاليا لتهديد كبير في تغيّر المناخ، وهو تهديد يعتبر من أكبر القضايا البيئية التي يواجهها العالم الحديث. وهذا التغير المناخي قد يؤدي إلى اضطرابات مناخية ينجم عنها الجفاف والفيضانات وارتفاع مستويات مياه البحار، وذوبان الثلوج في المناطق المتجمدة، وتدهور أنظمة البيئة، وتراجع التنوع الحيوي وغير ذلك. وهذه الأخطار المحدقة التي ستكون وشيكة الحدوث تقتضي من جميع بني البشر، وكل الدول التعاون الوثيق لإيجاد الحلول المناسبة وتنفيذها. إن خطر إهمال إيجاد هذه الحلول، وترك التغير المناخي دون مكافحة سيُفضي إلى وضع جدّ خطير يسبب قلقاً عالميا عميقا. وستصاب الدول النامية، ومعظم دول منظمة المؤتمر الإسلامي، أكثر من غيرها، بهذه المشاكل البيئية المتوقعة، وتتمادى معاناتها من آثارها السلبية. وكلكم يعلم فداحة الاضطرابات البيئية والاقتصادية والسياسية التي تترتب عن التغير المناخي. فالمدن المنخفضة ستصبح عرضة للانغمار بالمياه، والأراضي الخصبة ستتحول إلى أراض صحراوية قاحلة، وستتغير أحوال الطقس بشكل غير مسبوق. وسيزيد هذا من تفاقم أزمة الغذاء العالمية، والانكماش الاقتصادي الحالي الذي أصاب أغنى دول العالم في كل القارات. وتكلفـة تغيّر المناخ وأضـراره سـتقع على كاهـل الجميع، مما يدعو – بإلحاح – إلى تبنيّ نهج موحّد لمكافحة هذه الظاهرة، بتعاون جميع الدول. ومن المتوقع أن تتعرض بعض الدول النامية، ومن بينها دول العالم الإسلامي، لظروف معاشية صعبة جداً، بسبب ندرة مواردها أو موقعها الجغرافي، ولذلك فإن العلاج الناجع يكمن في التعاضد والعمل الدولي المشترك. وبناءً على ذلك، فإننا تحسّباً لكل هذه الأخطار، ندعو إلى تطبيق شعار هذه السنة الذي هو "التعاون والاتحاد من أجل مكافحة ظاهرة تغير المناخ". أيها الحضور الكرام. حماية البيئة، كانت وما تزال، إحدى تعاليم الإسلام وقيمه العليا، ولذلك فإن برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي يهيب بالدول الأعضاء أن تنسق سياساتها وبرامجها البيئية، استلهاما لروابط التضامن الإسلامي ولحماية دولنا من الآثار السلبية للتغير المناخي. وينبغي أن لا يغيب عن أذهاننا أننا جزءٌ من الحلّ سواء كنا أفراداً أو جمعيات، أو منظمات، أو رجال أعمال، أو حكومات. وبالإضافة إلى حرصنا على مكافحة ظاهرة التغير المناخي، علينا أن نهتم اهتماماً خاصاً بكل ما يؤثر على سلامة البيئة بشكل عام أيضا، أو يضرّ بها من قطع الأشجار، أو التبذير في استعمال الماء، أو تلويث الجوّ بما يخرج من "عوادم" السيارات من دخان، أو الإفراط في استعمال الطاقة، أو في كثرة استعمال الورق في آلات الكمبيوتر والـذي مصـدره مـن خشب الأشجار وغير ذلك ممّا لا يخفى عليكم. حضرات الحضور الكرام، تحتفل منظمة المؤتمر الإسلامي هذا العام بذكرى مرور أربعين سنة على إنشائها، وفي هذه المناسبة رأينا أن من المهم أن نعكس إيماننا بضرورة حماية البيئة في عمل فعليّ، وقررنا لذلك أن نبدأ حملتنا البيئية هذا العام بغرس الأشجار في هذه الحديقة من أجل زيادة الرقعة الخضراء في مدينة جدة، وكإسهام متواضع في إعمار واخضرار أرض كوكبنا الأرض. وآمل في هذه المناسبة أن يقتدي بذلك أعضاء أسرة منظمة المؤتمر الإسلامي وآخرون هنا أو عبر العالم للقيام بما يمكن عمله لمكافحة ظاهرة تغير المناخ بما يساعدنا على حماية البيئة الطبيعية لأجيال المستقبل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.