التاريخ: 21/08/2017
تحل هذه الأيام الذكرى الأليمة الثامنة والأربعون للمحاولة الآثمة لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات والإعتداءات التي يمارسها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون، بحق المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مع تكثيف سياسات التهويد والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل، قوة الاحتلال، بحق مدينة القدس المحتلة وأهلها ومقدساتها، والتي تشكل اعتداءاً على الحقوق الدينية الثابتة للأمة الإسلامية وتراثها، واستفزازاً لمشاعر المسلمين، وانتهاكاً لحرية العبادة ولحرمة الأماكن المقدسة، وكذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وفي هذه الذكرى الأليمة، تجدد منظمة التعاون الإسلامي تأكيدها على المكانة المركزية الدينية والروحية لمدينة القدس الشريف وارتباط المسلمين الأبدي في جميع أرجاء العالم بالمسجد الأقصى المبارك، وأن سلامة أماكنها المقدسة وحرمتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً باستتباب الأمن والسلم في المنطقة برمتها. كما تحمل إسرائيل، قوة الاحتلال، كامل المسؤولية إزاء سلامة جميع الأماكن المقدسة التي تقع تحت احتلالها الظالم، لا سيما وأن المعاهدات والاتفاقات الدولية وخصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة تحّرم على دولة الاحتلال الاعتداء على أماكن العبادة وتكفل حرية الوصول اليها، وتحظر على قوة الإحتلال القيام بإجراءات تغير المعالم الجغرافية او الديمغرافية أو الاعتداء على الأماكن التاريخية والمقدسة فيها.
إن منظمة التعاون الإسلامي التي كانت قضية فلسطين والقدس السبب المباشر لإنشائها، وأمام استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد مدينة القدس الشريف، تؤكد مجددا رفضها أي محاولة للانتقاص من السيادة الفلسطينية والوجود الفلسطيني في القدس الشريف، وتدعو المجتمع الدولي للعمل على حمل إسرائيل، قوة الاحتلال، على الالتزام بمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء احتلالها لكل أرض دولة فلسطين المحتلة التي اعترفت بها الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012، على أساس حدود 1967، بما فيها مدينة القدس الشريف، ووقف جميع انتهاكاتها المتكررة ومخططاتها التهويدية، وخاصة محاولات المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
كما تحيي منظمة التعاون الإسلامي الشعب الفلسطيني المرابط في مدينة القدس الشريف، مجددة التأكيد على مواصلة تضامنها ووقوفها إلى جانبه ودعم حقوقه المشروعة فيها، بوصفها عاصمة دولة فلسطين، وتؤكد التزامها بالعمل على حماية هويتها العربية الإسلامية، والحفاظ على تراثها الإنساني، وصون حرمة جميع الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، وضمان حق المسلمين في ممارسة حقوقهم الدينية الثابتة فيها، وتدعو إلى الاستمرار في تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لمدينة القدس وأهلها المرابطين.
قضايا متعلقة: القدس