الإسلاموفوبيا عبارة عن الخوف من الإسلام ومن المسلمين، أو بشكل أدق، الخوف المفرط من الإسلام والمسلمين، أو أي شيء مرتبط بدين الإسلام، مثل المساجد والمراكز الإسلامية والقرآن الكريم والحجاب، إلخ. وتُعَد هذه الظاهرة شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز في حياة الناس اليومية، سواء تمت في وسائل الإعلام أو في أماكن العمل أو في مجال العمل السياسي وغير ذلك.
إن فكرة الإسلاموفوبيا تكمن في ثنايا العقل البشري، لكن ممارساتها تتجلى في مواقف الناس وتصرفاتهم، بحيث يمكن أن تتجلى في ارتكاب أعمال عنف، كحرق مساجد وتخريب ممتلكات وإساءة معاملةٍ للنساء المرتديات للحجاب أو الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتشويه رموز الإسلام المقدسة.
تلك كانت بصورة أو بأخرى محاولة للتعريف بظاهرة الإسلاموفوبيا وتجلياتها التي لا تقتصر ملاحظتها من خلال الأحداث والوقائع فحسب، ولكن كذلك من خلال وجهات النظر والتصريحات والسلوكيات والإيماءات. وعلى امتداد العقدين الماضيين، ازداد نمو هذه الظاهرة في بعض أنحاء العالم، وتجلى ذلك من خلال الحملات المكثفة والخطابات العامة التي تنشر الخوف من الإسلام، ومن خلال العدد الكبير للحوادث التي استهدفت المسلمين والمساجد والزي الإسلامي والشخصيات الإسلامية المبجلة.
لقد أُنيطت بمنظمة التعاون الإسلامي مهمة رصد اتجاهات الإسلاموفوبيا وتقديم تقارير دورية إلى الدول الأعضاء، مع تشجيعها في الآن ذاته على اتخاذ تدابير من شأنها معالجة هذه الظاهرة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي وآلية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والكيانات الدولية الأخرى كلما كان ذلك ممكناً.
وتتولى تنفيذَ هذه المهمة بشكل رئيسي وحدةٌ متخصصةٌ داخل الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ألا وهي مرصد الإسلاموفوبيا، حيث تقوم هذه الوحدة برصد الأحداث والوقائع يومياً والتدقيق فيما يُعبَّر عنه من أفكار ومشاعر عامة، إضافة إلى استقصاء الحوادث وتتبع كل شيء يمكن أن يشكل مؤشراً محتملاً للإسلاموفوبيا؛ كما يقوم المرصد بتقديم تقارير إلى الدول الأعضاء على أساس دوري (شهري، كل ثلاثة أشهر، سنوي)، واقتراح تدابير للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب؛ وحوار لإبراز القيم الحقيقية للإسلام وطبيعته المسالمة؛ كما يعمل المرصد على زيادة الوعي العالمي بظاهرة الإسلاموفوبيا وعلى نشر المبادئ الأساسية للاعتدال والوسطية والحداثة للإسلام، وعلى تمكين المجتمعات في جميع أنحاء العالم من مواجهة التحديات المرتبطة بالإسلاموفوبيا.
وتبذل هذه المساعٍي من خلال طرق وأدوات متعددة، بما فيها من خلال هذه الصفحة على الموقع الرسمي لمنظمة التعاون الإسلامي.
البيان الختامي اجتماع الممثلين الدائمين للدول الأعضـاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث وتدارس التطورات المرتبطة بالحظر السويسري على بناء المآذن (جـدة، 31 يناير 2010م)
التقارير
النشرة الشهرية
(2010) |
(2009) |
(2008) |